والصلاة صلة بين العبد وربه يقف فيهما بين يديه مكبرا معظما مناجيا، هي استشعار لحضور الله الدائم معك وصلتك التي لا تنقطع به وحاجتك إليه وقربك منه وتوكلك عليه و توددك إليه و إجلالك له.
لذا حث الله على المحافظة عليها وخص سبحانه الصلاة الوسطى بمزيد من الفضل " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ " «سورة البقرة: الآية 238».
وكلمة الوسطى تعني في اللغة العربية الفضلى تعددت الأقوال في تحديدها واتفق جلها على أنها صلاة العصر وتكون عادة في وقت انشغال الناس وشعورهم بالتعب ما قد يؤدي الالتهاء عنها و إيثار الراحة على أدائها، لذا كانت الوصية بالمحافظة عليها.
وقد شبه عليه الصلاة و السلام المقصر في صلاة العصر بمن خسر أهله و ماله فقال : الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله.
فضل المحافظة على الصلاة الوسطى
1- من يُصلي الفجر والعصر حاضرًا لن يدخل النار.
2- سيدخل الجنة مباشرة دون سابقة عذاب ولا عقاب، ففي صحيح مسلم عن عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» - يَعْنِي الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ .
3- صلاة العصر هي الصلاة الوسطى ، التى قال تعالى: « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » الآية 238 من سورة البقرة ، لأن الناس إذا شُغلوا عن الفجر بنومهم ، شُغلوا عن العصر بمعاشهم.
4- من صلى العصر في جماعة كتبته الملائكة من الساجدين الراكعين المُصلين القائمين الخاشعين، وصعدت إلى الله تعالى تقول: يارب عبدك فلان جئناه وأتيناه وهو يُصلي، وتركناه وهو يُصلي، حيث تتناوب الملائكة في هذين الوقتين، في صلاة العصر والفجر.
5- صلاة العصر تجعل الملائكة تشهد لك عن الله سبحانه وتعالى.
6- والدعاء بعد صلاة العصر مستجاب، حيث إن الدعاء بعد الصلوات المكتوبة مستجاب ، وصلاة العصر أوسطها.
اللهم حببنا في الصلاة و أعنا عليها واجعلنا من المحافظين على الصلوات والصلاة الوسطى برحمتك و فضلك يا أكرم الأكرمين.